>> دليلك نيوز >> صحة وطب

كيف تحدث الأحلام وما هي أسبابها؟

بقلم /روزيت الفار    3/4/2021بتاريخ :   المصدر:خمس نجوم


التطوّر هو المبدأ الجوهري لجميع علوم ومفاهيم الحياة ومنها مفهوم الأحلام. فبعد أن كانت الأحلام تُعتبر سلسلة تخيّلاتٍ مرتبطة بالقِوى الخارقة للطبيعة ورسائل سماويّة تحمل بشائرَ خيرٍ ونُذر شرٍّ وتحذيرات من وقوع أحداث سيّئة، ثمّ وسيلة تنفيس مُقنّعة تُفصح عن رغبات وشهوات مكبوتة يصعب تحقيقها أو إشباعها في الواقع الحياتيّ، أضحت بعد ذلك مطلّباً سابقاً لاستمراريّة النوم وحماية الإنسان أثناء نومه –حسب تفسير عالم النفس سيغموند فرويد بكتابه "تفسير الأحلام" في القرنين 19/20. ثم أتى علم النفس التطوّري وعلم الأعصاب واعتبراها نتاجاً بيولوجيّاً طبيعيّاً لعمل الدماغ بهدف تنظيفه من التفاعلات غير الضروريّة والتّجسير بين تجارب الفرد وممارساته اليوميّة من جهة وبين مشاعره وأحاسيسه الداخليّة من جهة أخرى لغايات خلق توازن يساعده على التفاعل بإيجابيّة مع بيئته ومجتمعه. "فعليك إذاً أن تحلم كي تكون إنساناً ناجحاً اجتماعياًّ ومنتجاً فكريّاً وعمليّاً."

كيف تحدث الأحلام وما هي أسبابها؟

وصف طبيبا علم النفس والأعصاب في جامعة هارفرد والباحثان في حقل النوم والأحلام Dr. J. Allan Hobson and Dr. Robert McCarly عمليّة الأحلام من خلال نظريّة "التفعيل التوليفيّ" The Activation Synthesis Theory . وهي عبارة عن تغيّرات تحدت في نشاط الخلايا العصبيّة للدّماغ أثناء النوم . هذا الإكتشاف خالف المعتقدات القديمة القائلة بأن الدماغ يوقف عمله ونشاطه أثناء النوم. وحسب هذه النظريّة؛ فأنّ ما يحدث أثناء النوم هو انكماش وتمدد لخلايا الدماغ العصبيّة ويؤدّي استمرار هذه العمليّة إلى إتاحة المجال لزيادة فاعليّة الذاكرة وتحسين القدرة على التعلّم.

يقول الطبيبان إنّه حين تنكمش الخلايا الضعيفة تسقط معها الذكريات الضعيفة التي جمعها الدماغ أثناء اليقظة؛ الأمر الذي يمكّن الذكريات القويّة من السيطرة والبقاء لفترة طويلة مُخزّنة داخله. أتت هذه التفسيرات مطابقة لما قاله علم النفس التطوّري. ففي فرضيّة "محاكاة التهديد" Threat Simulation Hypothesis يقول هوبسون ومن معه من باحثين؛ أنّه خلال حركة العينين السريعة أثناء النوم Rapid Eye Movement “REM” ينشط جذع الدماغ والمناطق المسؤولة عن الذكريات والمشاعر. وبإحدى تقاريره التي أصدرها بتاريخ 14/2/2019 يشرح موقع Noonpost.Com كيفيّة ثأثير استمرار عمليّة تقلّص وتمدد تلك الإشارات اللاإراديّة في جعل الدماغ يخلق لها معنىً ويقوم بنسج سلسلة أحداث وقصص وهي التي نسمّيها "أحلاماً" يتذكّرها المرء حين يستيقظ. فالحلم بمفهوم علم النفس التطوّري يأتي بالأساس لإنشاء وتعزيز آليّة عصبيّة دفاعيّة تمكّننا من تحدّي التهديدات والصراعات التي تواجهنا بحياتنا اليوميّة تهدف بالنهاية لتنمية كفاءاتنا في التفاعل مع الآخرين. باختصار، ولكي يحدث الحلم The vivid dream عند الإنسان يجب أوّلاً أن تكون خلايا الدماغ بحالة نشاط قوي أي أثناء حركة العين السريعة، وأن يحاول الدماغ خلق معنى من الإشارات العشوائيّة التي تحدث بذاك الحين ويقوم بتحليل المعطيات المتوفّرة وبمعالجتها ليكوّن منها أحداثاً (أحلاماً). من هنا على الأرجح تكون معظم أحلامنا غريبة تستند الى تركيبة لا تمت للواقع بصلة، بينما بعضها الآخر يكون مكملا لرغباتنا أو عاديا ، كأن ترى حبيبتك في المنام مثلا.

يؤكّد علم النفس المعاصر بأن الأحلام عمليّة حيويّة مثبتة ولها وظيفة إدراج بيانات جديدة إلى الذاكرة بطريقة من شأنها تقليل الإثارة العاطفيّة لدى الأفراد بما يساعدهم على التكيّف مع الصدمات والأزمات. وهي تخضع لمجموعة أحاسيس ومشاعر الحالم وتأتي بالنتيجة انعكاساً لتنوّعها وتعقيداتها وغرابتها.

ثمة دراسات أخرى تقول ان قلة النوم وافتقار الأحلام وعدم حدوثها عند البعض تؤثر على قدراتهم في فهم سلوك الآخرين وصعوبة التعامل معهم وهذا من سمات التفاعل الاجتماعي السيّء. وغالباً ما توصف حالة مثل هؤلاء بالتوتّر والقلق والعصبيّة.

وبالرغم من توضيح العلم لماهيّة الأحلام غير أنه لا يزال هناك غموضٌ وعدم تيقّن وتفسير قاطع لها يرضى عنه الجميع. فثمة أحلام شبه يومية أو اسبوعية لكل منا لا يقوى على تفسيرها أي علم، رغم كل المحاولات، وهي بلا أدنى شك مرتبطة بحالاتنا النفسية، لذلك ثمة من ينصح بالاستماع الى موسيقى هادئة قبل النوم او الى الكلام السماوي او مشاهدة أفلام مريحة ومضحكة وليس أفلام رعب. فالدماغ يخزّن كل هذا، ولا أحد يعرف حتى اليوم كيف يتصرف به.

 
  أخبار في الجولان   جولان في الأخبار   بأقلام جولانية
  تقارير   مجتمع   مقـالات و آراء
  مقالات اعلانية   صحة وطب   اكتشافات وتكنولوجبا
  فن وادب   رأي دليلك   سياحة وسفر
  زهور واعدة   رياضة   ???? ???????2010
  ????? ?? ?????   حكاية المثل الشعبي   ??????? ?????
  ????? ??????? ??????   ?? ??????? ??????   ?????